• 2020-09-19

تأملات

الهجرة النبوية دروس وعبر (1) حسن التخطيط

مما لاشك فيه ويعلمه الجميع هي القدرة الإلهية على تدبير الأمور كيف ومتى شاء وعلى أي نحو شاء "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ". فإن الله سبحانه وتعالى إذا قال للشيء كن فيكون، فلماذا لم تقم دولة الإسلام على عهد النبي ﷺ وأصحابه دون أن يتكبدوا عناء الهجرة وترك الديار والأموال؟
تتجلى حكمة الله تعالى في أن تكون الأحداث الواقعة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومنها الهجرة النبوية نبراسًا لأصحابه والخلفاء والتابعين وتابعيهم من بعده إلى يوم القيامة يقتدون بها، كما أن مثل هذه الأحداث تكون تربية للنفوس المؤمنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى يوم القيامة وتهذيبًا لها وتدريبًا على التضحية والفداء والالتزام بأمر الله عز وجل من الشرائع والعبادات والعمل خدمة للدين والوطن ليستحق الجميع بفضل الله ورحمته الجنة "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ".
ومما نتعلمه من قصة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم حسن التخطيط في جميع أمور حياتنا، فهجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هي تجربة بشرية فريدة بدأت بالتخطيط والإعداد مرورًا بمرحلة المتابعة والتنفيذ وانتهاء بحصد النتائج والتقييم، من هنا كانت لنا هذه الوقفات لنستلهم من دروس الهجرة ما يعيننا على أمور ديننا ودنيانا.. ومن ثم فإنه ينبغي على المسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل أموره سواء الحياتية أو الدعوية ابتداءً من التوكل على الله تعالى ثم البدء في الإعداد والتخطيط والتنفيذ دون أن يهمل معية الله تعالى وعنايته له، وهذا ما رأيناه في رحلة الهجرة حيث تجلت العناية الإلهية في كثير من المواقف أثناء الرحلة.. وفي هذا بشرى لأبناء الأمة الإسلامية على مدار التاريخ بأن الله معكم ما دمتم على الحق ولن يخذلكم أبدًا "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".
ومن هذا المنطلق ندرس هذه التجربة الرائعة بمواقفها المختلفة ونستقي منها الدروس والعظات لتعود بالنفع علينا في حياتنا ونساهم بشكل أفضل في خدمة ديننا ورفعة وطننا وأمتنا.